كتاب الذاكرة
قفز “بوزان” من مقعده، واندفع خارج القاعة ولحق بالأستاذ في الردهة، وسأله:” كيف فعلت هذا، يا سيدي؟! أجابه البروفيسور بالأسلوب المتعجرف ذاته: “إنني يا بني، شخص عبقري!”. والتفت مرة أخرى مبتعدًا، ولم يسمع همهمة الطالب الذي رد بهمهمة: “نعم يا سيدي، أنا أعلم، لكن مع ذلك، كيف فعلت هذا؟!”.
ولمدة شهرين، استمر الطالب في إزعاج “الشخصية العبقرية”، الذي صادقه في النهاية، وفسر له خلسة في القاعة “المعادلة السحرية” لبناء نظام الذاكرة الذي جعله يبهر الطلاب في ذلك اليوم الأول المشهود.
وعلى مدار السنوات العشرين التالية، التهم الطالب كل كتاب استطاع إيجاده عن الذاكرة، الإبداع وطبيعة المخ البشري، واضعًا في ذهنه باستمرار رؤية إنشاء أنظمة ذاكرة خارقة تتجاوز ما أنجزه أستاذه.
وكان أول هذه الأنظمة هو الخريطة الذهنية للذاكرة، وهي بمثابة أداة تفكير متعددة الاستخدامات للمخ”، والتي لم تُتِح للمستخدم التذكر الدقيق والمرن وحسب، بل أتاحت له أيضًا أن يبدع ويخطط ويفكر ويتعلم ويتواصل بناء على تلك الذاكرة.
وبعد الخريطة الذهنية، جاء نظام الذاكرة المصفوفة الخارقة؛ وهو نظام عملاق وممتع وسهل الاستخدام ويعد بمثابة قاعدة بيانات ضخمة تسمح للأفراد بالولوج الفوري إلى أية بنية معلوماتية رئيسية مهمة وضرورية لهم.
Schrijver:
توني بوزان
Uitgeverij:
Aantal pagina's:
€ 15,29