هروب من ذاتي و إليها
تتحدث الرواية عن امرأة اسمها نيرمين، تصرّ دوماً على تنفس الحياة والحرية والحب، امرأة لطالما وضع محيطها الاجتماعي كفيه الغليظتين على فمها، وشدّها من شعرها، راسماً الطريق الذي عليها أن تسيره لتنجو. لكنها عنيدة، وثمة صوت ما حقيقي وراسخ بداخلها، يرفض العبودية، ويقاوم ما يمليه عليه الآخرون، فهذا قلبها، وتلكما قدميها، لها عينان، وعقل، وأجنحة لا تقبل أن يشذبها لها أي عرف متبلد أو قانون ظالم. هي تريد أن تعيش الحياة بكامل وفرتها واتساعها، دون أن تحدد لنفسها ولأسلوب عيشتها نمطاً واحداً، لقد تشكّلت وكبرت على الألم، لكنها مهتمة بشغف بالفلسفة والفكر والريادية.
تُعاني نيرمين الكثير من الآلام في البيئة التي تعيش فيها، فكل ما تقوم به مُراقبٌ بشدة، وهنالك عرف وتقاليد لا تستطيع مخالفتها. لذلك هي خائفة، قلقة ومرتبكة دائماً. وغالباً ما تجري معاقبتها بقسوة لأنها، مثلاً، تحضر نشاطاً مشتركاً بين الأولاد والبنات، رغم حدوثه في إحدى مدارس الأولاد أو البنات، أو لأنها تتحدث مع شاب في الهاتف، مع إنها لا تلتقي به مطلقاً.
تكبر نيرمين وتتزوج فتفاجأ بمشاكل ومعاناة جديدة؛ الأمر الذي يضطرها إلى مغادرة بلدها والهجرة إلى الخارج، ولأسباب عدة تترك طفلتها مع أقاربها، وعند توديعها تشعر بأنها تترك أهم جزء من روحها وجسدها!
طريق الهجرة محفوفاً بالآلام والمخاطر، حيث عبور حدود الدول بصورة غير شرعية، المشي على الأقدام لمسافات طويلة غالباً أثناء الظلام، في طرقات ملتوية بين الأشجار، السير في طرق طينية وعرة وجبال ووديان وغابات، الجوع، البرد، الحاجة إلى المال، الخوف والرعب من احتمال الوقوع بأيدي عصابات النهب والسلب أو مافيات الاتجار بالأعضاء البشرية! الشعور بالوحدة وفقدان الأمل والضياع يدفع نيرمين إلى حافات اليأس والإحباط، فتعالِج ذلك بالبكاء حيناً وبفقدان الرغبة في الحياة حيناً آخر… تتذكر ابنتها فتستعيد القوة والأمل ثانية!
في طريق الآلام والمعاناة والهروب تعاني نيرمين من صراع حاد وعنيف مع ذاتها، هذا الصراع سيكتشفه القارئ وسيرى كيف تهرب هذه المرأة من ذاتها وكيف تعود إليها ثانية، كما سيتابع القارئ المسار الذي سينتهي إليه هذا الهروب!
Schrijver:
أثينا ديميتر
Uitgeverij:
Aantal pagina's:
€ 16,19
Uitverkocht
