من عمق الماضي يأتي… قادماً على صهوة فرسه المطهمة… يمتشق سيفه… يقارع به… محمود درويش خيالاً عابقاً بنفحة الماضي… الماضي البعيد ممتشقاً كلمته مستقراً على صهوة خيال يحمله بين الأرض والسماء… لزمان تعشقه الروح وتصبو إليه النفس… نفس العربي المشرد في حدود الزمان والمكان بعد ان هجّر من مملكته… في تلك المساحة حيث تنعتق نفسه من كل القيود لتغدو طائراً يغرد لحناً حزيناً، تتالى أناته في آهات المعاني المتدفقة في سيّالات موسيقية تنساب من لحنه الشعري.