إن ما يعتمل في العالم العربي ليس سوى رجع صدى لأزمة الغرب في جوانب كثيرة منه.
ومن شأن التوتر أن يستفحلَ في ظلِّ سباق قِوى دولية جديدة وتواري أخرى، وبروز قوى داخلية بمرجعيات أيديولوجية جديدة.
وقد يفضي الأمر، في غياب مفهوم الدولة بصفتها عقداً إجتماعياً، وثقافة للحوار، ووسائط للتسوية، إلى إصطدامات مريعة.
فسياسة الغرب حيال العالم العربي غير مستقرة ولا تخضع لمعيرة أو براديغم، وهي إلى ذلك متردِّدة ومتأرجِحة.
ليس ذلك إلا تعبيرٌ عن الأزمة البنيوية التي تعتور الغرب… والشأن نفسه يقال عن التغييرات التي طالت العالم العربي والقوى الجديدة التي برزت من داخله، بمرجعيات جديدة، منها داعش، لا كتنظيم فقط ولكن كفكرة بالأساس، ومنها الخطابات العرقية، ومنها الإنتماءات الجهوية، ومنها دعوات الإنفصال بشكل سافر أو مستتر، ومنها شرائح واسعة من الشباب تشكو البطالة والتيه الوجداني والوجودي، ممّا سيؤثِّر على مجريات الأمور في المستقبل.