لو صح أن أمة بعد أخرى، قد حملت لواء الزعامة في الفن، و الثقافة والعلم ، فليس ثمة من شك في أن الفتوحات العسكرية كانت عبر التاريخ الوسيلة الرئيسية في انتقال مشعل الحضارة من أمّة إلى أخرى.
وقد نشرت فتوحات الإسكندر الفكر الإغريقي في الشرق الأوسط كله, و بالرغم من أن إمبراطورية روما العسكرية كانت متوحشة أحيانا في أعمالها، إلّا أنّها نقلت الحضارة إلى عدد كبير من الشعوب المتخلّفة. وعندما انهارت روما، كان العرب على استعداد لإختطاف المشعل الذي هوى.
و تظهر صفحات الكتاب أن النتيجة الفورية لهذا الإختطاف كانت إغراق الغرب من جديد في ظلام البربرية، ولكن العرب قبل أن تسقط دولتهم، عادوا فسلموا المشعل إلى أوروبا بعد أن أضافوا إليه الكثير.