القبيسيات : الجذور الفكريّة والمواقف السُّلوكيّة

يكتسب الحديثُ عن القبيسيّات أهميّةً خاصّة كونهنّ أول جماعة دعوية نسائيّة خاصة وخالصة بل هن الجماعة الدعويّة النسائيّة الوحيدة التي شقّت طريقها وصنعت نفسها بعيدًا عن الجماعات المشيخيّة والدعويّة القائمة، وغدت رقمًا صعبًا في العمل الدعوي المتعلّق بالمرأة.
وهي جماعة دعويّة نسائيّة عابرةٌ للحدود فلا تكاد تجد دولةً من بلاد الشام أو دول الخليج ومصر إلّا ولها فيها وجود، بل إنّها صنعت لنفسها اسما وحضورا في تركيا وأوروبا وأميركا وكندا.
ولها تأثيرها على أجيالٍ واسعة من النساء والفتيات والشّابات، وكان لها دور حقيقيّ في رسم وجه المجتمع السّوريّ في فتراتٍ عديدة، كما أنّ تأثيرها تعدّى الشابات ليصل إلى شرائح مجتمعيّة عديدة من أهمها العلماء والتّجار وبعض مراكز القرار.
كما أنّها جماعةٌ أثارت جدلًا واسعًا لا سيما عقب اندلاع الثّورة السّوريّة على نظام بشّار الأسد، وافترق الناس فيها بين محبٍ لا يرى إلّا الصّورة الإيجابيّة ومبغضٍ لا يرى إلّا صورة شيطانيّة تلبس لبوس الدّين.
فكان لا بدّ من السعي لإنتاج دراسةٍ منصفةٍ بعيدةً عن الأحكام المسبقة تقيّم التجربة بإنصافٍ ومنهجيّة.