حارس الخديعة
“وحيداً، كما أنا دوماً، لا أدخل من الأبواب المغلقة. يهدّني خروجي والأقمار في الليالي التي من نحاس مدلّاة على بوّابات دمشق. دمشق هاوية الانتظار وأسوار البلّور…
قريباً من رائحة نسائها وبول رجالها، قريباً من آخر انهداماتها، أقعى أمام بوّاباتها كابن آوى نسيته الوحشة واستبدّ به الشوق لعواء الذئاب الآن. الآن دمشق تشطرني:
– ابن الصدى أنت.
يأتيني صوت أمي المخاتل من آخر المدى، المدى المفتوح على احتمالات المعجزة التي تبخّرت من بين أثواب أمي العارية تحت ضوء القمر، ورجال الملك يصطادون السمك ويبعثرون رصاصهم على أسراب الطيور العابرة فتتساقط بين أحضان الفلّاحات المنتشرات في الحقول. طيور حمام برّي، طيور حجل من دون مناقير، من دون عيون وبأجنحة مظلمة فقط. رجال الملك يبحثون عن الرصاص الفارغ، عن درب أمي وحبل سرّتي ويتابعون الصيد والتدخين والكفر وقذف المنيّ إلى مياه النهر.
صوت أمي المختلط بصرير أبواب دمشق التي لم تفتح لي يناديني:
– انتظر سبعة قرون.”
خالد خليفة روائي و كاتب سوري، أول مؤلفاته روايته هذه (حارس الخديعة)، وكتب أيضاً (دفاتر القرباط، و مديح الكراهية، لم يصل عليهم أحد، الموت عمل شاق، لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة) وترجمت مؤلفاته إلى العديد من اللغات..
كلمات البحث : حارس – الخديعه – خديعة – خالد – خليفه
Schrijver:
خالد خليفة
Uitgeverij:
Aantal pagina's:
€ 11,69
Uitverkocht