ليس هذا الكتابُ الصغيرُ بِأكثرَ مِن اسمِهِ – رَمل وزَبَد – حفنة من الرَّمل وقّبضة من الزبَد.
وبِالرغم ممّا ألقيتُ بين حباته وحبّات قلبي، وبالرغم عمّا سكَبتُ على زَبَدِه من عُصارة روحي، فهو الآن وسيبقى أبدًا، أقربَ إلى الشاطِئ مِنه إلى البحر، وأدنى إلى الشَّوق المحدودِ مِنه إلى اللِّقاء الذي لا يحدّه البيان.
بين جانِحَي كلِّ رجُل وكلِّ امرأةٍ قليلٌ من الرمل وقليلٌ من الزبد. ولكن بعضَنا يُبيِّن ما بين جانحَيه وبعضَنا يخجل. أمّا أنا فَلم أخجل. فَاعذُروني وسامِحوني.
جبران خليل جبران
نيويورك في كانون الأوّل 1926