صلاة تشرنوبل
في 26 أبريل 1986، وقع حادث بمفاعل «تشيرنوبل» وظل أسوأ حادث نووي في التاريخ، وغطت آثاره المدمرة ثلاثة أرباع أوروبا، حيث كان ما يقرب من 200 موظف يعملون في مفاعل الطاقة النووي بأوكرانيا، لقى منهم 36 شخصًا مصرعهم، وأصيب أكثر من 2000 شخص. «صلاة تشرنوبل» كان الكتاب الأول الذي نقل أصوات من وقعت عليهم المأساة في صمت، حيث قامت الكاتبة والصحفية البيلاروسية «سفيتلانا أليكسفيتش» بإجراء مقابلات مع 500 ناجٍ وناجية من الإنهيار ورجال الإطفاء، ومن تم تكليفهم بدفن وجه الأرض الملوث وإطلاق النار على كل الحيوانات بالمنطقة، وقصصهم التي كشفت عن الخوف والغضب واللا يقين المستمر معهم رغم تنظيف آثار الكارثة جيدًا لكنها الآثار التي لا تمحى من نفوس البشر. نقلت «سفيتلانا» أصوات الضحايا داخل روايتها في شكل مونولوج بصدق وعاطفة لا تسعها اللغة جسدت التغيرات النفسية التي أحدثتها الكارثة، والتحولات الجينية التي تركت أثرًا كبيرًا لدى السكان هناك، ولكل الساعين في البقاء ولكن بدلًا من المضي قدمًا قررت «سفيتلانا» الرجوع للكارثة ووصفتها بأنها أسوأ بكثير من معسكرات الاعتقال ومصارعة المجهول.
ذهب بالفعل بلا رجعة ذلك الزمن، الذي بني فيه إلإنسان علاقته مع الطبيعة بمنطق القوة، من فوق عرش الإله. جعلنا تشرنوبل نتطلع إلى الخلود… ربما يمكن أن نطلق على ذلك بروفة نهاية العالم. ربما نهلك جميعاً – ليس هذا من قبيل الفانتازيا. ربما يندثر عالمنا الرائع – بكل ما فيه من غابات، أنهار، حيوانات. أصعب ذكرياتي عن تشرنوبل، مشهد خروج الإنسان من القرى الملوثة، بينما تخلى عن الحيوانات – التي أطلق عليها الجنود الرصاص، ثم دفنوها في مقابر بيولوجية. عندما دخل الجنود القرى، تتبعت الحيوانات أصواتهم، خرجت للقائهم، ربما شعرت بسعادة لعودة أصوات البشر… لم يعلموا بعد أن الإنسان قد خانهم.
Schrijver:
سفيتلانا أليكسييفيتش
Uitgeverij:
Aantal pagina's:
€ 14,39