لدى قراءة أدب غسان كنفاني اليوم نكتشف أولاً ودائماً أنه في عمق وعيه كان يدرك أن الثقافة أصل من عدة أصول للسياسة، وأنه ما من مشروع سياسي دون مشروع ثقافي.
لعل المسعى الأهم لبحوث كنفاني الأدبية هو ذلك المتمثل في ترسيخ أسس ولادة الفلسطيني الذي يعي أسباب نكبته، ويدرك أحوال العالم العربي، ويعرف أكثر طبيعة وماهية الصهيوني الذي يواجهه، وهذه المهمة لا تستطيع الإضطلاع بها إلا ثقافة نقدية تتجاوز كل ما هو سائد.