منذ أكثر من نصف قرن، يتأمل أمين معلوف العالم ويجوب أرجاءه، كان موجوداً في سايغون عندما وضعت حرب فيتنام أوزارها، وفِي طهران عندما اندلعت الثورة الإسلامية.
وفي (غرق الحضارات) هذه الدراسة الثاقبة والمسهبة، إنه المشاهد المهتم بالمجريات والأحداث والمفكر على السواء، يمزج بين سرد الوقائع وعرض الأطروحات، فيروي أحياناً أحداثاً بارزة كان أحد الشهود العيان القلائل عليها ثم يرتقي إلى مصاف المؤرخ متجاوزاً تجربته الشخصية ليوضح لنا أسباب الانحرافات المتعاقبة التي شهدتها البشرية حتى بلغت شفير هذا الانهيار.