لقاءات مع أناس استثنائيين
لم يكن بوذا رجلاً خيالياً، بل مفكراً عملياً. عاش بوذا متعة تسعة وعشرين عاماً، وهو لا يعرف شيئاً عن حقيقة الوجود وجوهر الحياة، وهو لا يعرف أن هناك رجالاً يبحثون عنا هو أبعد من الحياة وما هو أبعد من الموت. أدرك هذا الرجل، أن الجمال سيتحول يوماً ما إلى بشاعة، والشباب إلى شيخوخة والحياة إلى موت. أدرك أن مامن شيء باق على حاله، كل شيء يتحول، لذا تخلى عن كل شيء وراح يبحث عن شيء واحد، عن الخلود الأبدي، عن شباب لا يتحول إلى شيخوخة، من حياة لا تنتهي بالموت، عن شيء خالد مدى الدهور، لقد تخلى هذا الرجل عن كل ما هو مادي وراح يبحث عن حقيقة الروح…وإختفى بوذا باحثاً عن كل ما هو مادي وراح يبحث عن حقيقة الروح… وإختفى بوذا باحثاً عن الحقيقة في كل مكان وراح يسأل الحكماء عنها. وما من حكيم تمكن من إرواء عطشه وإشباع فهمه. ست سنوات وهو ينتقل من مكان إلى آخر ومن معلم إلى آخر ولم يسمع خلالها سوى كلام غير منطقي. وقيل له أن يصوم لستة أشهر ففعل حتى هزل جسده ونحل، ولم يعد يقوى على النهوض من مكانه، فقبع في ركن معتم، مغمض العينين، وراح يفكر، وإستمر كذلك حتى وصل إلى مرحلة التأمل…قبل بوذا كان التأمل مجرد عادة تمارس مرة أو مرتين يومياً لمدة ساعة في الصباح، وأخرى في المساء. أما بوذا فقط أعطى صورة جديدة ومفهوماً جديداً لعملية التأمل. إعتبر بوذا التأمل مبنياً على المشاهدة، لأن رؤية الأشياء هي الأساس، هي الطريق للتعرف عليها، وحتى المشاهدة جعلها على مراحل ثلاث.
1- تبدأ المشاهدة برؤية الجسد، أو التعرف إلى حركات الجسد. 2- بعد ذلك وبعد أن تسهل عليك مراقبة حركات جسدك لن يصعب عليك مراقبة أفكارك. والأفكار عند بوذا هي موجات إلكترونية، إشعاعية رقيقة ودقيقة. إنها كالغيوم في السماء. فالغيوم هي الغيوم مهما كانت سوداء أو بيضاء وكذلك الأفكار هي موجات تعبر عن الذهن ولا يمكن الحكم عليها. وكلما تمكنت من أن تكون مراقباً لأفكارك لا حكماً عليها ، كلما تمكنت من الإستغراق في التأمل. ساعتئذ تصبح كالمرأة…ومتى أصبحت مرآة أفكارك تكون قد حققت إنجازاً عظيماً وتكون قد تعرفت إلى سر التأمل، ومغزى هذا السر الذي يمكنك من الإنتقال إلى المرحلة الثالثة والتي هي مراقبة المشاعر والأحاسيس والمزاج مرحلة الإنتقال من مراقبة الأفكار إلى مراقبة القلب، وبالشروط ذاتها: لا تقييم ولا إصدار أحكام. فحين تشعر بالحزن يكون الحزن يتملكك، وكذلك حين تشعر بالغضب فلا تتساءل عن سبب الحزن أو الغضب، ولا تحاول التعرف إلى أي مدى أنت حزين. أو إلى أي درجة من درجات الغضب وصلت..الحزن يأتي ويختفي وكذلك الفرح. كن مراقباً فقط، وهكذا تتمكن من السيطرة على تلك المشاعر والأحاسيس، فلا تعود عبداً لها، تدفعك إلى فعل ما تأمرك به، فتغضب كردة فعل، أو تحزن كردة فعل. ومتى توصلت إلى التمكن من مراقبة الجسد والفكر والقلب، تكون مستعداً لتحضير نفسك لتلقي هدية الوجود ” تحقيق الذات أو التنور الأبدي ” إنها قفزة نوعية وتلقائية لا يد لك فيها…إنها إكتشاف حقيقة الوجود والنشوة التي لا توصف، النشوة التي هي أشبه بخيال محاط بالظلال كل هذا بفضل المراقبة والترقب. وهكذا يمضي الكاتب في لقاءه مع بوذا الذي يمثل حالة فريدة من نوعها أنه من ضمن الأناس الإستثنائيين الذين تابع المؤلف مسيرة حياتهم وسيرورة أفكارهم وفلسفاتهم. هؤلاء هم القاعدة الأساسية للوعي الإنساني الذين زرعوا الأمل في قلوب بني الشر. ورغم هذا منهم من تتجاهلهم كتب التاريخ. حاول المؤلف إلقاء مزيد من الأضواء على فلسفة وفكر إلى جانب بوذا كل من: تشيونو، جبران خليل جبران، يسوع المسيح، ديونيسيس، ميرا، شوانغ تزو، جورج كروجيف، رابعة العدوية، جلال الدين الرومي، سقراط، فيثاغورث، فريدريك نيتشه، لاوتزو، كريشنا مورتي، حكيم مسناي، هيرا قليطس، كبير.
كلمات للبحث:
اوشو – لقاء – اناس – اشخاص – أشخاص – استثنائين
Schrijver:
أوشو
Uitgeverij:
Aantal pagina's:
€ 12,59