يوميات نور – في العشر الأواخر من الأربعين
كُتبت هذه اليوميّات في الأصل بالدارجة التونسيّة واقتصر دوري على وضعها في إطار من الفصحى مع الاحتفاظ بمعظم الحوارات بالدارجة. وليعلم القارئ الكريم أنّ ما ورد في هذه اليوميّات من أحداث ووقائع وأسماء وأماكن وتواريخ ليس من صنع خيالي بل هو لصاحبة هذه اليوميّات التي سلّمتني إيّاها في كرّاسين أحدهما برتقالي فاتح والثاني ورديّ. شكري
***
… وأنا أنتظر الأربعين بعد أيّام قليلة ما عساي أقول لنفسي عمّا فعلت بحياتي؟
أحتاج إلى ترتيب مشاعري وتنظيم أفكاري.
أشعر بفراغ خانق. خواء يعمر القلب والأحشاء. ضعف في نبضات الروح. فوضى في الدماغ، في الرأس العنيد المقدود من الصخر كما تصفه ماما. تداخل في الذكريات. لا أقدر على أن أربط بين فكرتين أو شعورين. تبلّد كامل في الذهن. أريد أن أتكلّم، أن أتحدّث إلى صديقتي، أن أصرخ كما فعلت من قبل على ركح مسرح بيلاريجيا. لا أستطيع. اللسان ثقيل. بطارية الجسد خالية من أيّ شحنة. ارتخاء في الأعضاء جميعا. كلّ شيء فيّ عاطل، مقفر، موحش.
بم سأدخل الأربعين والروح خواء؟
نور
Schrijver:
شكري المبخوت
Uitgeverij:
Aantal pagina's:
€ 9,89